كتب رجل الأعمال فيصل العطري: الانتقال من المجاعة للريادة
قُتل بها مليون انسان بإبادة عرقية جماعية ... انها راوندا قبل خمسة وعشرين سنة..
بعد أن أتت الحرب الاهلية على كل شيئ واصبح متوسط الدخل 30دولار نبذ الراونديون العنف ونسوا الماضي وتصالحوا مع انفسهم واطلاقوا عفواً عاماً و سرحوا المقاتلين السابقين ودمجوهم بالمجتمع وعملوا على اعادة المهاجرين...
حين انتهت الحرب كان الواقع محبطاً فالبلاد خسرت قواها البشرية وخبرائها وكان اليأس يسيطر على المجتمع، لكن الحكومة كان لها موقفاً مختلفاً فحاربت الفساد و وضعت خطة لتطوير الزراعة وجلبت خبراء اجانب لهذا، وفتحت شبكة هاتفية وخطوطاً ساخنة لتقديم الاستشارات وحل مشاكل الفلاحين وقدمت الاسمدة والبذار باسعار مخفضة وفتحت مكتباً لنقل المحاصيل الزراعية واخر للتصدير ومكتباً لتأجير الالات الزراعية كل هذا باسعار تشجيعية وقدمت قروضاً ميسرة للفلاحين فظهرت النتائج خلال اقل من خمسة سنوات حيث ارتفع محصول البن من 30الف طن ليصبح 15مليون طن...
لم تقف حكومة راوندا عند هذا بل اوجدت مناخاً استثمارياً مميزاً فالغت الفيزا وأنشأت نظام النافذة الواحدة الذي يؤمن للمراجع تسجيل شركته وتفعيلها خلال بضع ساعات.
وانشأت نظاماً أخر يتيح للمستثمر إدارة استثماراته من أي مكان في العالم عبر الانترنت.
وشجعت المستثمرين بمجال الصناعة من خلال تخفيض الضرائب و اعفاءات ضريبية تصل لسبع سنوات للقطاع الصناعي.
لكن أول وأهم ما عملت حكومة رواندا على فعله لاستقطاب المستثمرين هو تنقية الجسم القضائي و فتح الاقتصاد وتثبيت عملتها.
لقد جعلت رواندا ضريبة الدخل للشركات التي تخطط لنقل مقرها الرئيسي لرواندا صفر.
مع ميزات تفضيلة على ضريبة الدخل للشركات التي تعمل في قطاع الطاقة والنقل والاسكان بأسعار معقولة كما منحت تسهيلات مميزة لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المالية.
راوندا اليوم تحتل المركز 22 بريادة الأعمال و واحدة من أسرع عشرة دول نمواً في العالم بمعدلات نمو وصل لـ 7.4% ، وأصبحت من أقوى اقتصادات أفريقيا .
خصصت رواندا 44% من ميزانيتها للتعليم والصحة، ستحتفل رواندا سنة 2020 بالقضاء على الفقر نهائياً حيث بدأت منذ 20سنة مشروعاً لانتشال مليون فقير سنوياً.
ألا يراودكم السؤال حول ماهية الاقتصاد الراوندي وماهي أهم صناعاته؟!!.
صناعة لا تحتاج سوى لعقول وحواسب وكلاهما متاح..