لا يكاد يخلو منزل في أشرفية وجديدة الوادي إلا وتضرر أحد أفراده نتيجة مياه الشرب الملوثة ما تسبب بحالات تسمم وإقياء لدى الكثير من المواطنين، واستدعى استنفار الجهات المعنية رغم التأخر الكبير عن تدارك الموضوع في بدايته منذ 5 أيام بحسب ما أكده مواطنون
لن نهول في الموضوع، لكن هناك استهتار غير مبرر من البعض، بحسب وصف العديد من المواطنين، مؤكدين أن الحالات بدأت في تزايد خلال الأيام الأخيرة الماضية التي لم يحرك فيها أحد ساكناً بشكل فعلي لمتابعة الموضوع ومعالجته منذ بدايته، مضيفين بالقول: لو لم تضج صفحات التواصل الاجتماعي بالموضوع لما تحرك البعض، لافتين إلى احتمال أن المياه لوثت بالصرف الصحي، علماً أنه في بادئ الأمر تم التأكيد على صلاحية المياه.
هذا وأظهرت تحاليل عينات المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق وريفها أن عينة مياه بئر الفرن في جديدة الوادي غير صالحة للاستهلاك البشري، وهذه البئر غير تابعة لمؤسسة المياه ولا تدخل في الشبكة العامة، لكن ما دخل البئر طالما أن المواطنين تصلهم المياه من الشبكة العامة في أشرفية الوادي (من بردى)!
في السياق قام مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق مازن شبلي ومدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس، ومدير تموين ريف دمشق لؤي السالم يرافقهم رئيس الوحدة الإدارية في عين الفيجة محمد شبلي ورئيس الوحدة الإدارية في جديدة الوادي تيسير موازيني بجولة إلى المنطقة للوقوف على ما ورد إليهم حول حالات التسمم التي وقعت في أشرفية وجديدة الوادي، لتقوم المديرية بقطف عينات من مواقع المياه التي يشتبه بتلوثها لتحليلها والاطلاع على نتائج فحصها.
ونفى مدير عام مؤسسة المياه بدمشق وريفها مازن شبلي أي تقصير من المؤسسة، مؤكداً عدم معرفة المسبب الأساسي لحدوث حالات التسمم وخاصة أن نتائج العينات على حد قوله بالنسبة للشبكة الرئيسية سليمة وتدخل من نبع بردي إلى الـ7 قرى، لينتهي الزرع والنتيجة النهائية أمس.
وقال: تم إغلاق بئر الفرن ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما تم تعقيم الخزانات الموجودة لدى الفرن، علماً أن التحاليل لم تظهر وجود سبب من الصرف الصحي.
وأضاف: هناك تهويل كبير للموضوع من الإعلام، معتبراً أن هناك مطلباً أساسياً لأهالي المنطقة وهو تأمين المياه من الفيجة وليس من نبع بردى، على اعتبار أنهم أحق بذلك، مبيناً أن الأمر مازال يدرس حالياً.
وقال: إن هناك تقصيراً من مديرية الصحة في ريف دمشق فيما يخص عدم سحب عينات من المطاعم وبائعي الخضرة الموجودة في المنطقة، معتبراً أنه لم يتم فحص «البقدونس» وغيره من المأكولات والمواد.
من جانبه كشف مدير صحة ريف دمشق الدكتور أيمن نعنوس أن عدد حالات التسمم تراوحت بين 250 و300 حالة «رسمية» واردة إلى المستوصفات الصحية التابعة للدولة إضافة إلى المستوصف الخاص، مشيراً إلى أن الحالات عبارة عن التهاب أمعاء حاد بين الخفيفة والمتوسطة.
وقال نعنوس: عندما يكون لدينا هذا العدد الكبير من الحالات، لا يمكن أن تكون ناجمة من الغذاء، مبيناً وجود 7 عينات مرفوضة من أصل 10، لتبدأ الحلول من مؤسسة المياه بعد وضعهم من قبلنا بصورة المشكلة، ليتم إيقاف شرب المياه وتؤمن عن طريق الصهاريج، مع الطلب من الأهالي عدم الشرب إلا من هذه الصهاريج وذلك منذ الأربعاء، مع ضخ الكلور بكميات مناسبة ضمن الشبكة.
وأضاف: لدينا عينات مرفوضة فقط من المياه، ولا يوجد أي مصادر أخرى، مؤكداً أن تحاليل وزارة الصحة أظهرت وجود 7 عينات مرفوضة، 5 منها من الشبكة الأساسية التابعة لمؤسسة المياه، واثنتان من بئر وخزان الفرن، الأمر الذي يختلف عن تحاليل مؤسسة المياه في جزئية منها.
وقال: طالما يوجد عينات مرفضوضة جرثومياً وغير مقبولة فالمشكلة من المياه وقد تسبب حالات تسمم.
وعن حديث البعض عن وجود تقصير، قال مدير صحة ريف دمشق: استنفرت جميع الكوادر العاملة في العطل، وكنا على مستوى الحدث منذ اللحظة الأولى، كما اطلع فريق طبي كامل من مديرية الصحة بالريف الأربعاء الماضي، وتم تأمين الأدوية الكاملة اللازمة لهم، إضافة إلى مدهم بالأدوية إضافة إلى سيارة إسعاف للتعامل مع الحالات الطارئة.
الوطن