عدد الزوار
الدولار الأمريكي فوق 720 ليرة والمواطن السوري يدعو الله إلى معجزة تسكت جوعه!!

يتابع السوريون الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بعد ان ارتفع فوق 720 ليرة ، وعيونهم ترنو الى معجزة الاهية تنشلهم من الوضع المأساوي الذين وصلوا إليه ، وخاصة أصحاب الدخل المحدود.
 
المواطن السوري الموظف من الفئة الاولى ووصل راتبه الى السقف، اي بعد أكثر من 25 سنة خدمة في الدولة اليوم راتبه أقل من 60 دولارا ، يدخل الى محلات الجملة ويسمع أرقاما عن الاسعار فلكية، أو من كوكب آخر لا يوجد عليه حكومة أو رقابة .
 
مراسل بزنس 2 بزنس رصد مئات التعليقات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وغالبيتها صادرة من الفئة المثقفة، وتحمل شهادات عليا، وتنصح الحكومة بعدم التبرير، وترد على بعض الابواق الإعلامية التي تحاول انعاش مبادرة رجال الأعمال لدعم الليرة السورية ، والتحليلات التي لا يمكن لأي عاقل أن يسمعها، وتنتقد بشدة الصمت الحكومي،وعدم مصارحة الناس بما يجري حول سعر الصرف .
 
ومن الواضح ان مراكز الدراسات واساتذة الجامعات وخبراء الاقتصاد كانت مخيلاتهم خارج الواقع ، كون تطور سعر الصرف صعودا وهبوطا وضع في مسارغامض، وفاق الاجتهاد والتوقعات ، حيث ارتفع أكثر من 100 ليرة خلال الايام الماضية، وعاد سيناريو عام 2016 يتكرر عندما ارتفع سعر الصرف 200 ليرة خلال 5 أشهر من العام .
 
واليوم مع الانخفاض المستمر لقيمة الليرة السورية، ووصولها الى أدنى مستوياتها، وحالة الهلع التي تشهدها الأسواق، وارتفاع الاسعار كون تاجر المفرق أصبح يسعر على النشرة الفيسبوكية، ولا ينتظر رفع الاسعار من تجار الجملة، كون الرقابة شبه مستحيلة في هذه الأوضاع، والمستفيد منها فئة التجار، التي تعد ملايين الليرات مع كل مؤشر ارتفاع لسعر الصرف، أما المواطن ينتظر المعجزة الالهية حتى يستطيع تأمين لقمة أولاده الخالية من البروتينات، وحتى المساعدات الانسانية التي تبخرت الى حدودها الدنيا .
 
ما يقارب 300 ليرة الفرق بين سعر الصرف في نشرة المركزي وسعر السوق، ومع تبخر مبادرة رجال الأعمال، وانقطاع الحوالات الخارجية عن سورية بسبب العقوبات الاقتصادية ، واستحالة تحويلها الى لبنان بسبب الأوضاع فيها، وتضرر بعض التجار من خسارة سوق شتورا، وعدم المقدرة على سحب الارصدة من البنوك اللبنانية، وتمسك المركزي بصرف الحوالات بسعر النشرة الرسمية، يستمر مؤشر الليرة السورية بالانخفاض الحاد وسط صمت حكومي غير مبرر، ويلعب دورا سلبيا للاسف في الواقع القائم .
 
ويسأل الجميع عن سبب هذا الانهيار المفاجىء لسعر الصرف، بالرغم من عودة الامان والمنشات والنقل بين المحافظات، والعمل على مدار الساعة ،ووجود الملايين من المغتربين الذين يرسلون الحوالات لأهاليهم ،وانخفاض فاتورة القمح والنفط، وتحسين واقع التصدير، وملاحقة المركزي وتدقيقه في كل دولار خرج من خزينته والعمل على عودته، ومع كل ذلك انتكاسة الليرة مستمرة والسبب مجهول .
المواطن السوري اليوم يفتح فمه للهواء ،ويتنقل بين محلات الجملة لا يصدق مع يسمعه، ويضع يده على بضع مئات الليرات في جيبته ويقول: لا يمكن الاستمرار بالعيش في هذه الظروف، ويدعو رب العالمين سبحانه وتعالى الى إرسال معجزة لإنقاذ الملايين من الشعب السوري من الجوع والعوز والمرض .
 
فهل وصل صوت "قرقعة" الامعاء الخاوية لمن راتبه أقل من 50 دولارا الى الحكومة السورية؟ أم مازالت تعيش في فلك آخر أن سعر الصرف وهمي والمواطن في بحبوحة؟ وهل تدرك حجم فاتورة الجوع ؟!
 
اخبار سورية الاقتصادية

 


®إنضم لفريق المتميز للتسوق الإلكتروني
ليصلك كل جديد