عدد الزوار
العجزة في سورية يسخرون من واقعهم..رجال و نساء فوق سن 65 عاماً يفترشون أرصفة الشوارع بحثاً عن لقمة عيش!

خطوات بطيئة تسير سيدة خمسينية في سوق باب سريجة بدمشق ، تؤشر بيدها غير مبالية لمن حولها ،وتكلم نفسها ماهذا الغلاء .. ماذا سنأكل .. دخيلك يارب ماذا اطعم أولادي .. ليش هيك صار فينا .. والله احترنا من وين بدنا نجيب مصاري ..
حديث هذه السيدة الذي لاحظها كل من في الشارع، يختصر واقع ومعاناة 80 بالمئة من الشعب السوري، الذي يصنف تحت خطر الفقر المدقع.
 
موقع بزنس 2بزنس وثق بالصورالواقع ( لكن يعتذر عن نشرها لقساوة المشهد) حيث الحاجة والعوز دفع بالرجال والنساء ومن هم فوق سن 65 عاما الى افتراش الارصفة بالبضائع والبيع لصالح تجار مقابل أجر يومي يسد الجوع، أو يدفع ثمن علية دواء تضاعف سعرها 10 مرات على الكرتونة دون رقيب أو حسيب، والبعض منهم على وجهه علامات السخرية من القدر الذي رماه على الارصفة مقابل بضعة مئات، كما حدث مع الرجل الذي يكنى بحج محمد الذي يرتكي على حائط الرصيف في الحجاز ،وكتب على لوحة بخط جميل "سقراط وأرسطو وارخميدس وحتى حج محمد يرتدون البالة هم بشر وانت بشر" في محاولة لاقناع الناس للشراء من البالة التي يعرضها على الرصيف .
 
وفي ساحة الحجاز يكتب الرجل السبعيني على لوحة كبيرة عنوان "ليست طرفة ولسنا في نيسان " لا عليك ادفع 500 بالليرة السورية واحصل على واحدة فقط من منتجاته التي علقها وسط الرصيف، ويردد "الرزق على رب العالمين" .
 
وانتشرت في الفترة الأخيرة البسطات في شوارع دمشق بشكل غير مسبوق، حيث تقوم عدد من السيارات بنقل الامتعة والبضائع وتفرش الارصفة بالعربات والبضائع المخصصة للبسطة، والتي تفتقر الى الجودة في التصميم والخيط والصباغ، وبعض من المنتجات الصينية تستخدم لمرة واحدة، يستعمل الباعة مكبرات الصوت والكلام المعسول لشد الزبائن على الاقبال والشراء مع تعليق لائحة مكتوب عليها "البضاعة التي تباع لا ترد ولا تبدل" للتأكيد على تدني جودتها .
 
البسطات من شارع الحجاز الى جسر الرئيس وفي محيط جامعة دمشق بالبرامكة يطغى اصوات الباعة على صوت الاستاذ الجامعي في مدرج الجامعة امام طلابه ،ويكاد يغلق باب الجامعة من البسطات، وفي شارع الثورة حيث الانتشار الكبير وفي كراجات العباسيين ايضا، بالإضافة الى الانتشار المتفرق لبائع هنا وبسطة هناك .
 
ويعلو اصوات الباعة لعبة الاطفال ب500 ليرة سورية، وقطعة المكياج ب200 ليرة، وبيجامة طفل ب2000 ليرة ،واي قطعة ب100 ليرة، ورخصة وفرصة، وعنا اوكازيون، وتصفية محلات، واي اكسسوار موبايل ب500 ليرة ،والقطعة ب1000 ليرة ،وفي غالبية هؤلاء الباعة فقراء يعملون بالأجرة لدى تجار، كون البضاعة المفروشة تقدر بملايين الليرات تفرش وتجمع يوميا ،وهناك البعض منهم يعتاشُ بفرش بعض القطع الصغيرة او البسة البالة ولا تتعدى بسطته المتر الواحد .
 
محافظة دمشق تتعامل مع اصحاب البسطات بلعبة القط والفأر، فتارة تصادر البسطات وتقمع المخالفات، وبعد يومين تعود البسطات الى الانتشار، وجديدها يقول انها حددت اسواق شعبية ضمن املاك عامة في الزاهرة الجديدة واستراد درعا وركن الدين والميدان تعمل على تخديمها لتكون اسواقا شعبية .
 
الاعلامي الاقتصادي أحمد العمار يرى في تصريح خاص لبزنس 2 بزنس ان البسطات مظهر من مظاهر اقتصاد الظل، لكن محاربة البسطات بالمصادرة واخذ البسطة ليس بالأسلوب الاقتصادي، داعيا الى ايجاد البديل، وانقاذ العائلات الفقيرة التي تسترزق من هذه البسطات لتأمين قوت عائلته اليومي .
 
وقال العمار .."صحيح ان المحافظة صاحبة المصلحة في منع انتشار هذه البسطات، وان تحافظ على الأرصفة وجمالية المدينة وعدم التشوه البصري، لكن من مسؤوليتها ان تجد حلا خارج مصادرة البسطة، كونه تؤمن منتجا شعبيا رخيصا، وذات منشأ محلي ،ويلبي شريحة من الفقراء وذوي الدخل المنخفض، وقبل تفكيرها بملاحقة البسطات عليها ايجاد البديل.
 
واعتبر العمار ان اقتصاد الظل في سورية مشكلة اقتصادية مزمنة، ولدى العديد من الدول تجارب في معالجتها، من خلال اقامة اسواق مجمعة لذوي الدخل المحدود وعلى المعنيين الاستفادة من تجارب الدول المجاورة .
 
الفقر والركود الاقتصادي يدفع بالبضائع من مخازن التجار الى الارصفة والشوارع، فغياب التخطيط الاقتصادي والاجتماعي ،وترك الفقراء يتحدثون مع بعضهم في الشوارع، وانتشار من هم ضمن فئة العجزة على الارصفة للعمل ، يستحق من الحكومة الوقوف على هذه الظاهرة ،وادراك حجم الفقر والويل الذي وصل اليه أصحاب الدخل المحدود في سورية .
اخبار سورية الاقتصادية

 


®إنضم لفريق المتميز للتسوق الإلكتروني
ليصلك كل جديد