عدد الزوار
ضعف التخطيط وغياب الاستراتيجية في اتحاد السلة أديا إلى تراجع قواعدها

عند اختتام الموسم الماضي في الدوري المحلي بكرة السلة للرجال بدأت أغلب الأندية البحث عن احتياجاتها من اللاعبين المحليين وتحديد الأماكن التي تسعى لدعمها قبل بداية الموسم الجديد وخاصة بعد ظهور التفاوت في المستوى بين الفرق وحتى الكبيرة منها، لذلك بدأت أوراق التوت بالتساقط عند أغلب هذه الأندية لتنكشف أخطاؤها المتراكمة على مدى سنوات سابقة وانكشفت معها المسكنات والفقاعات التي عاشتها بعض الأندية ما يثبت بما لا يدعو للشك مدى ضعف سوء التخطيط والرؤية الاستراتيجية للقائمين على العمل بكرة السلة في هذه الأندية وخاصة بفرق القواعد التي ظهرت بمستوى ضعيف ومتواضع لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المال وحده لا يبني رياضة صحيحة.
لمصلحة الجميع
وبات الجميع من أهل الاختصاص يدرك تماماً أن القرار الذي اتخذه اتحاد كرة السلة بتحديد أعمار اللاعبين بفئة الرجال أثبت نجاحه في بعض الأندية وفشله في أندية أخرى، فبعض الأندية تسعى إلى احتكار النجوم لكسب أكبر عدد من البطولات حتى لو كان على حساب قواعدها ولكن بعد صدور قرار تحديد الأعمار ومنع الأندية الكبيرة من احتكار النجوم وحدث في هذا القرار حرج لكونه تضمن إشراك لاعبين اثنين تحت سن الـ ٢٤ بالملعب لذلك ظهرت هزالة عمل القائمين على العمل في الأندية التي ينصب تفكيرها فقط على حصد الألقاب وضم أكبر عدد من اللاعبين لصفوفها وتحقيق الإنجازات من دون أي عناء وخطط منهجية صحيحة وسليمة للعبة في المستقبل ولو تحدثنا عن نادي الجلاء وتجربته وكيف وصلت سلته إلى منصات التتويج في آسيا خلال الفترة الماضية وحققت نجاحات لكنها مع مرور السنوات الماضية الأخيرة وصلت الى حد الهبوط للدرجة الثانية فلو طبق قرار تصنيف الأندية حينها بتجميع اللاعبين لكان له فوائد كثيرة تنعكس إيجاباً على الفرق بشرط أن يكون ضمن شروط معينة لا تأتي بعواقبها على لاعبي النادي الحقيقيين.
مشكلات أخرى
يعتقد البعض أن المشكلات التي تعانيها كرة السلة في الأندية المحلية هي مالية ولكن الحقيقة غير ذلك والدليل أن أندية الوحدة والاتحاد والجيش لا تعاني هذه المشكلة وإنما من مشكلات أخرى ومنها غياب الخطط الاستراتيجية ذات الأمد الطويل، وكذلك البحث دائماً عن الألقاب والبطولات (المسلوقة) فقط هناك نادي الاتحاد الذي بات بعيداً عن هذه المشكلة بعد أن عاد إلى الطريق الصحيح والسليم، حيث بدأ العمل ببناء القواعد لأنهم جيل المستقبل وما قدمه من لاعبين شبان واعدين يبشر بالخير ويدعو للتفاؤل وإن الفريق سيكون له شأن ومن دون أدنى شك عائد ليعتلي منصات التتويج لما يضم في صفوفه من لاعبين شبان من أبناء النادي.
أما فيما يتعلق بفريق الوحدة فما زال يحصد ثمن احترافه الخاطئ في السنوات الأخيرة وأكبر دليل على ما ذكرنا نتائج الفريق التي تركت إشارات استفهام وحيرت المراقبين هذا الموسم بعد مستواه ونتائجه المتفاوتة من مباراة لأخرى. لذلك بات لزاماً على الأندية إحداث نقلة نوعية أو صدمة بمفاصل اللعبة فيها فيما لو أرادت أن تعود إلى البطولات والمنافسات.
ومن دون أدنى شك بدت أغلب أندية الوسط هزيلة وغير ناضجة وأثبتت فشلها الذريع مع التعاطي مع قرار اتحاد اللعبة إشراك لاعبين اثنين تحت سن الـ ٢٤ مع الفريق باستثناء فريق الثورة الذي يعمل على بناء قواعده بشكل مميز وسليم والذي لعب بطريقة جيدة وحقق نتائج إيجابية وسيكون من الفرق المتميزة التي يحسب لها ألف حساب في المواسم القليلة المقبلة فيما لو تابع على الخطط الحالية نفسها من خلال اهتمامه بالقواعد ولاعبيه على حد سواء.
تحتاج قرارات
عن أسباب عدم الاهتمام بها أوضح المدرب الوطني الخبير هيثم جميل أن كرة السلة تحتاج قرارات قوية ومؤثرة تجبر الأندية على الاهتمام بالقواعد ولكن اتحاد اللعبة الذي يبدأ موسمه في الشهر العاشر وينهيه في الشهر الثالث فهذا الأمر أضعف هذه الفئة العمرية لذلك يجب استمرار النشاط على مدى العام لما له من فوائد كثيرة. وأضاف جميل: إن الأندية التي تملك المال هي التي تستطيع استقدام جميع النجوم من مختلف الأعمار وخاصة الصغيرة منها، وهذا خلق تبايناً فنياً كبيراً بمستوى الفرق ولاسيما أن الأندية الكبيرة تعمل على شراء اللاعبين الصغار في السن من بقية الأندية، وهذه الأندية التي تستنزف لاعبيها كانت قادرة على المنافسة في حال حافظت على نجومها لكن الإغراءات المادية حالت دون ذلك.
وأشار مدربنا الوطني إلى أن ضعف القواعد له عدة أسباب منها أن الأندية التي تملك المال تستطيع شراء اللاعب الجاهز وعدم وجود منشآت نوعية وكذلك نوعية المسابقات في الفئات العمرية غير ملبية للطموح وعدم إعطائها الأهمية الحقيقية والرعاية الجيدة وغياب الخطط الاستراتيجية. لذلك يمكن القول: إن كل هذه العوامل أدت إلى ضعف قواعد الكثير من الأندية ويجب على اتحاد كرة السلة العمل على إيجاد الحلول وإلزام الأندية بالاهتمام بالقواعد وهنا المشكلة إدارية بحتة وليست فنية.
 
تشرين

 


®إنضم لفريق المتميز للتسوق الإلكتروني
ليصلك كل جديد