المصاريف التشغيلية أول صدمة يتلقاها رجال الأعمال في سورية
مع نهاية عام 2019 الذي اعتبر الأكثر قسوة على رجال الأعمال نتيجة عدم استقرار سعر الصرف، وخسارة الليرة السورية الكثير من قيمتها ،يجلس رجال الأعمال أمام حساباتهم لمعرفة الربح والخسارة، ويعبرون عن صدمتهم من ارتفاع المصاريف والنفقات التشغيلية إلى مستويات قياسية، نتيجة ارتفاع الأسعار وأجور اليد العاملة .
وتضم المصاريف التشغيلية في العادة إيجار العقارات، والأدوات وتكاليف المخزون، والتسويق، والتأمين، وكشوف الرواتب، والأموال المخصصة للبحث والتطوير، وغيرها في ظل ضعف القدرة الشرائية، وعدم وجود أسواق جديدة، وتراجع القدرة التنافسية، وجودة الاعمال التجارية والمبيعات .
ويرى الصناعي حسن سلمان في تصريح خاص لبزنس 2 بزننس ان كلفة صناعة فرن غاز من فئة 5 رؤوس تغيرت أكثر من 20 مرة خلال عام 2019 ، كون تسعير القطع يتم على سعر صرف الدولار في السوق السوداء ، وبذلك تحولت المصاريف التشغيلية إلى كابوسا لا ندري ماذا نعمل، صحيح ان المصاريف تحمل على المنتجات لكن سعر المنتجات أصبحت خارج قدرة الشريحة الواسعة من الشعب السوري الشرائية مما يهدد عملنا باستمرارية الانتاج.
بدوره أبو حسن صاحب ماركة برادات "نورمكس" اعتبر ان المصاريف التشغيلية لهذا العام تعتبر الأعلى وقال: أنا مصدوم بالمبلغ الذي تم صرفه لإنتاج 20 برادا، علما ان بعض المنتجات تصنع داخل سورية وأخرى يتم استيرادها ،الا ان النفقات والنثريات فاقت جميع التوقعات، اليوم ننتج برادات ولا ندري كيف سنسعر وهل يمكننا المنافسة أم نعمل بخسارة.
بسام ليلى يجلس أمام دفاتره ويحسب مصاريفه لعام 2019، وعند رؤية الرقم النهائي عبر عن صدمته وقال: إن الوضع لم يعد يحتمل لأول مرة تصل مصاريفي التشغيلية إلى أكثر من 4 مليون ليرة علما أن شغلي في صيانة البرادات والغسالات .
وتعتبر النفقات التشيلية مصروفات يومية يتم تكبدها في الحالة العادية من العمل، ونلاحظ أن بعض الصناعات والاعمال لديها نفقات تشغيلية أعلى من غيرها، الا ان الرقم المخصص تحت هذا البند المالي صدم جميع رجال الاعمال، وأخرج الاهات من اعماقهم، وأعينهم الى المجهول في سعر الصرف.